الاسلاميات

اليوم الاحتفال بمولد الإمام الشافعى فقيه أهل مصر الليله الختاميه

احجز مساحتك الاعلانية

كتب محمدالحفناوي
هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد ابن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤى بن غالب ، الإما ، عالم العصر ، ناصر الحديث ، فقيه الملة ، أبو عبد الله القرشى ثم الطلبى الشافعى المكى ، الغزى المولد ، نسيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وابن عمه ، فالمطلب هو أخو هاشم والد عبد المطلبى
اتفق مولد الإمام بغزة ومات أبوه إدريس شابا ، فنشأ محمد يتيما فى حجر أمه ، فخافت عليه الضيعة ، فتحولت به إلى محتده وهو ابن عامين ، فنشأ بمكة ، وأقبل على الرمى ، حتى فاق فيه الأقران ، وصار يصييبب من عشرة أسهم تسعة ، ثم أقبل على العربية والشعر ، فبرع فى ذلك وتقدم ، ثم حبب إليه الفقه ، فساد أهل زمانه
ولد الإمام الشافعى سنة خمسين ومائة بغزة وكما يقول ابن العماد فى شذرات الذهب ولد بغزة أو بعسقلان أو اليمن أو منى ، اقوال ونشأ بمكة وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين ، والموطأ وهو ابن عشر ، وتفقه على مسلم بن خالد الزنجى مفتى مكة وأذن له فى الإفتاء وعمره خمس عشرة سينة ، ثم لازم مالكا بالمدينة وقدم بغداد سنة خمس وتسعين فاجتمع عليه علماؤها وأخذوا عنه ، وأقام بها حولين ، وصنف بها كتابه القديم ، ثم عاد إلى مكة ، ثم خرد إلى بغداد سنة ثمان وتسعين فأقام بها شهرا ، ثم خرج إلى مصر وأقام بها حولين وصنف بها كتبه الجديده كـ ( الأم ) و ( الأمالى الكبرى ) و ( الإملائ الصغير ) و ( مختصر البويطى ) و ( ومختصر المزنى ) و ( مختصر الربيع ) و ( الرسالة ) و ( السنن )
قال ابن زولاق صنف الشافعى نحو من مائتى جزء ولم يزل بها ناشرا للعلم ، ملازما للاشتال ( بجامع عمرو ) إلى أن أصابته ضربة شديدة فمرض بسببها أيام ، ثم مات يوم الجمعة سلخ رجب سنة اربع ومائتين
قال ابن عبد الحكم : لما حملت أم الشافعى به رأت كأن المشترى خرج من فرجها حتى انقض بمصر ، ثم وقع فى كل بلد منه شظية فتأوله أصحاب الرؤيا أنه يخرج عالم يخص علمه أهل مصر ، ثم يتفرق فى سائر البلدان
وقال الإمام أحمد : إن الله تعالى يقيض للناس فى كل رأس مائة سنة من يعلمهم السنن ، وينفى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب ، فنظرنا فإذا فى راس المائة عمر بن عبد العزيز ، وفى رأسى المائتين الشافعى .
وقال الربيع :كان الشافعى يفتى وله خمس عشرة سنة ، وكان يحيى الليل إلى أن مات
وقال أبو ثور : كتب عبد الرحمن بن مهدى غلى الشافعى أن يضع له كتابا فيه معانى القرآن ويجمع مقبول الأخبار فيه ، وحجة الإجماع ، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة ، فوضع له كتاب ( الرسالة )
وقال الإسنوى : الشافعى أول من صنف فى أصول الفقه بالإجماع وأول من قرر ناسخ الحديث من منسوخه ، وأول من صنف فى أبواب كثيرة ( من ) الفقه معروفة
وكان يقول : وددت أن لو أخذ عنى هذا العلم من غير أن ينسب إلى منى شىء
وقال : ما ناظرت أحدا إلا وددت أن يظهر الله الحق على يديه
وكان يقول لأحمد بن حنبل : يا أبا عبد الله أنت أعلم بالحديث منى فإذا صح الحديث فأ‘علمنى حتى اذهب إليه شاميا كان أو كوفيا أو بصريا
وكان رضى الله عنه – مع جلالة قدره شاعرا مفلقا مطبوعا ، فمن شعره الرائق الفائق قوله :
وما هى إلا جيفة مستحيلة عليها كلاب همن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها وإن تجتذبها نازعتك كلابها
وقوله
ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك
وإذا بليت بحاجة فأقصج لمعترف بقدرك
وقوله معارضا لابن الأزرق وهو الغاية فى المتابنة :
إن الذى رزق اليسار ولم ينل أجرا ولا حمدا لغير موفق
الجد يدنى كل أمر شاسع والجد يفتح كل باب مغلق
فإذا سمعت بأن مجدودا حوى عودا فأثمر فى يديه فصدق
وغذا سمعت بأن محروما أتى ماء ليشربه فغاص فحقق
لو أن بالحيل الغنى لوجدتنى بنجوم أرجاء السماء تعلقى
لكن من رزق الحجا حرم الغنى ضدان مفترقان أى تفرق
وأحق خلق الله بالهم امرؤ ذو همة يبلى برزق ضيق
ومن الدليل على القضاء وحكمة بؤس اللبيب عش الأحمق
وله :
من نال منى أو علقت بذمته أبرأته لله شاكر مننه
أأرى معوق مؤمن يوم الجزا أو أن أسوء محمدا فى أمته
وقال
إذا المرء أفشى سره لصديقه ودل عليه غيره فهو أحمق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذى يستودع السر أضيق
( ومما ينسب إليه )
على ثياب لو تباع جميعها بفلس لكان الفس منهن أكثرا
وفيهن نفس لو تقاس بمثلها نفوس الورى كانت أعز وأكبرا

وقال الشافعى : ما رأيت بمصر أعلم باختلاف الناس من إسحاق بن الفرات رحمه الله وهو قاضى ديار مصر صاحب مالك
رحم الله الإمام العالم العلامة وقدس الله سره بحق جاه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

زر الذهاب إلى الأعلى